هناك أمور صغيرة نقوم بها في حياتنا اليومية، تؤثر سلباً أو إيجاباً على
العلاقة الحميمة دون أن ندرك، وقد يستمر تكرارالخطأ لسنوات، ثم نكتشف فجأة
أن الأمر يمكن تعديله، بحيث يجعل العلاقة الحميمة أجمل، ترضي الزوجين،
وبأقل مجهود يذكر.
الحالة:
الرسالة التالية، وعلى الرغم من غرابتها، وصلتني من السيدة «ن.ق»، وتطلب مني أن أرد عليها، ولا أهملها؛ لأن الأمر مهم جداً
بالنسبة لها، وتعتذر مسبقاً إذا كانت الرسالة لن تفيد أحداً غيرها.
بالنسبة لها، وتعتذر مسبقاً إذا كانت الرسالة لن تفيد أحداً غيرها.
تقول في رسالتها إنها سيدة مثقفة، وتهتم دائماً بكل ما يجعل حياتها
الأسرية، وخاصة الزوجية، أكثر سعادة، فهي متزوجة منذ أقل من سنة من رجل
لطيف ومرح، ولكنه شديد الملاحظة، خاصة فيما يتعلق بالعلاقة الحميمة بشكل
خاص. فقد لاحظت أنه يعلق كثيراً على ألوان الجدران والفرش في غرفة النوم،
مقارنة بباقي غرف المنزل، ويقول: إن ألوان غرفة النوم تجعله يفقد الرغبة في
العلاقة الحميمة بألوانها الحمراء الصارخة، في حين يشعر بأن رغبته تكون
أفضل في إحدى الغرف التي تتمتع بألوان هادئة مريحة. وتسألني الزوجة هل هذا
صحيح؟ وهل هناك أساس علمي لاختيار ألوان غرفة النوم؟ فهي لم يخطر ببالها
مطلقاً أن تسأل أحداً، ولم تقرأ أي تفسير علمي لما يجب أن تكون عليه غرف
النوم، ومدى تأثيرها على القدرة والرغبة للأزواج والزوجات.
شكراً جزيلاً على رسالتك، والتي أعتقد أنها تحمل موضوعاً مهماً جداً لكل
الأزواج والزوجات، ويعد من أهم العوامل التي يندر الاهتمام بها في الحياة
الجنسية، رغم تأثيرها الخفي والسلبي أحياناً على العلاقة الحميمة، بل وعلى
العلاقة الزوجية ككل.
الإجابة:
أثبتت الدراسات التي أجريت في معهد السلوك الإنساني التفاعلي في جامعة
دنفر أن تأثير الألوان على السلوك الإنساني أعمق بكثير مما يعتقده الكثير
من الناس، فعلى سبيل المثال وجد أن اللون الأزرق يساعد على تخفيف حدة
الانفعالات، ويعمل على تخفيض درجة حرارة الجسم، وأيضاً على تخفيض تسارع
ضربات القلب، في حين وجد أن اللون الأحمر يساعد على الإثارة والانتباه،
وأحياناً زيادة العدوانية، ولذلك لا يحبذ استخدامه في المستشفيات أبداً.
ويجب أن نفهم ارتباط تأثير الألوان على العلاقة الحميمة من ناحية ثقافة
المجتمع وتأثيرات البيئة التي يعيش فيها الزوجان... فمثلاً يعد اللون
الأحمر من الألوان المحفزة والمثيرة لدى بعض الأشخاص، خاصة إذا ارتبط
بملابس النوم للزوجين، في حين نجد بعض الأزواج يفضلون اللون الوردي، الذي
يعمل على تحفيز المشاعر العاطفية، وبالتالي يساعد على تحفيز الإثارة.
ومن المهم أن نذكر بعض الحقائق الخاصة بتفاعل العلاقة الحميمة مع الألوان، وبعض العوامل الأخرى التي تساعد على جعلها أكثر متعة:
تعتبر النظافة، سواء المكان أو المفروشات أو ملابس الزوجين وحتى النظافة
الجسدية الشخصية، أكثر أهمية في نجاح العلاقة الحميمة، وتأثير الرائحة غير
المحببة على الزوجين قد يحطم أي رغبة جنسية، مهما كانت ألوان أو مفروشات
غرفة النوم في غاية الأناقة.
كلما كانت غرفة النوم مرتبة ومنسقة ومتناسقة الألوان كان الزوجان مرتاحين
ومستعدين للعلاقة الحميمة، ويرجع اختيار الألوان إلى المشاركة في الرأي
بينهما، مع الحرص على التجديد الأنيق في ديكور الغرفة.
ماذا عن باقي الأماكن داخل المنزل.. أليست أيضاً جديرة بأن تستخدم للعلاقة
الحميمة، وذلك كسراً للروتين، أخذ حمام (خاص جداً) للزوجين معاً اقتراح
يستحق التفكير به.
استخدام العطور الجيدة لها تأثير فعال على تحفيز العلاقة الحميمة للزوجين.
.استخدام المساج والتدليك يساعد على إزالة التوتر والإجهاد ويحفز الرغبة.
يجب ألا تكون غرف نومنا متشابهة مع ما نراه في المجلات المهتمة بالديكور،
فالأهم هو أن تعطي الغرفة إحساساً بالخصوصية والراحة للزوجين، ويمكن
الاستعانة ببعض الصور الحميمة لهما أو حتى بعض المرايا العاكسة التي تساعد
على تحفيز (اللقاء الحميم).
غرفة النوم من اسمها تعني مكان النوم واللقاء الحميم، وليست امتداداً
لمكتب العمل أو تناول الطعام أو حتى تصفح الإنترنت، مهم جداً أن تكون
الذاكرة المرتبطة بهذه الغرفة إيجابية، وبعيدة عن مسببات الأرق.
نصيحة:
تحتاج العلاقة الحميمة إلى الكثير من الانتباه والنظافة، والأناقة،
ومراعاة حتى أصغر التفاصيل التي يمكن أن تؤثر عليها؛ لتنمو وتدوم مدى
الحياة.ش